يكاد معظم المتابعين الذين تابعوا البطولة الأوروبية يجزمون بأن المتنخب الأسباني بطل أوروبا والعالم والألماني هما أفضل فريقين في البطولة حتى اللحظة ، وهذا التفوق ليس وليد اللحظة بل بدأت تظهر بوادره بعد مونديال العام ٢٠٠٦ حيث وصل الفريقان إلى نهائي يورو ٢٠٠٨ ولعبا معاً نصف نهائي مونديال ٢٠١٠ قبل أن تتابع أسبانيا طريقها إلى النهائية وهنا يطرح السؤال ما سرّ هذا التطور الإسباني الألماني المشترك حتى باتا يسيطران على الكرة الأوروبية والعالمية ..الجواب بسيط وسهل وهو الفئات السنية للفريقين .
إسبانيا تواجدت بشكل دائم في المراحل الأخيرة للبطولات السنية ويكفي أنها أحرزت البطولة الأخيرة لبطولة أوروبا تحت ٢١ عام في العام الماضي كما أنها أحرزت بطولة أوروبا لتحت ١٩ عاماً ثلاث مرّات في ستة أعوام انطلاقاً من العام ٢٠٠٦ آخرها العام الماضي علماً أنها أحرزت المركز الثاني في البطولة التي سبقتها علماً أن هذه البطولة تجري سنوياً مما يعني أن الفئات السنية الاسبانية مستمرة في تفريخ المواهب وهو ما يعكس حسن الإعداد على مستوى القاعدة ودلالة مرعبة على أن سيطرة أسبانيا قد تستمر سنوات قادمة.
الألمان من جانبهم اتخذوا قراراً استراتيجياً ما بعد العام ١٩٩٨ عندما خرجوا من كأس العالم على بإعادة بناء الكرة الألمانية بعد أن وصل معدّل أعمال منتخبهم وقتها إلى ما يقارب ٣٣ عاماً وهو معدّل كبير ، فعمدوا إلى التركيز على مدارس الشبان وقرروا غض النظر عن الألقاب ” علماً أنهم وصلوا لنهائي كأس العالم ٢٠٠٢ ونص نهائي كأس العالم ٢٠٠٦ خلال هذه الفترة ” فوضعت استراتيجية كاملة تم اعتماد خطة ٤-٤-٢ التي تحولت إلى ٤-٢-٣-١ والتي تم توجيه جميع الفئات السنية وجميع الأندية وإن كان بشكل غير رسمي إلى اعتماد هذه الخطة ، كما سمح لمدرب المنتخب الأول بالتدخل والتعاون مع مدربي المنتخبات الألمانية السنية لوضع رؤية موحدة تسهّل انتقال اللاعبين مابين المراحل السنية والمنتخب الأول ، وقد نتج عن ذلك تفوق ألماني على المستوى السني حيث أحرزوا لقب تحت ١٩ عاماً عام ٢٠٠٨ ولقب تحت ٢٣ عام ٢٠٠٩، كما أنتجت ألمانيا مجموعة من المواهب المرعبة أمثال ماريو غوتزة وماركوس ريوس وغيرهم .
باختصار عملت الدولتان على قطاع الشباب وكانت النتائج باهرة ، وإن لم تخرج هذه البطولة عن سيطرتهما فلن يكون الأمر مفاجئاً .